الامام النسفى

الامام النسفى
اسمه و نسبه :
هو الإمام أبو البركات حافظ الدين عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي، نسبة إلى نَسَف ببلاد السند، بين جيحون وسمرقند من بلاد ما وراء النهر، وقد وُلِدَ بقرية إيذج (تقع بين حوزستان وأصبهان) ولا يعلم تاريخ مولده تحديدًا. كما كانت وفاته فيها.

شيوخه:

أخذ الشيخ أبو البركات عن جملة من العلماء منهم:

1- شمس الأئمة أبو الوجد محمد بن عبد الستار بن محمد العمادي الكردري (559-642هـ).

2- الإمام حميد الملة والدين علي بن محمد بن علي الرامشين البخاري الضرير (ت:666هـ).

3- العلامة بدر الدين محمد بن محمود بن عبد الكريم الكردري المعروف بـ"جواهر زاده" (ت:651هـ).

4- قيل إنه روى الزيادات عن أحمد بن محمد العتابي (ت:586هـ) والصحيح أنه لم يرو عنه مباشرة للبعد الزمني بينهما.

تلاميذه:

أخذ عن الشيخ حافظ الدين النسفي تلاميذ كثر، غير أن كتب التراجم لم تذكر ممن اشتهر منهم سوى الشيخ حسام الدين الحسين بن علي الصِّغناقي (ت:711هـ).

مصنفاته:

للشيخ مصنفات جليلة منها:

1- مدارك التنزيل وحقائق التأويل. كتاب جليل في تفسير القرآن، وهو كتاب وسط في التأويلات، جامع لوجوه الإعراب والقراءات، متضمنًا لدقائق علم البديع والإشارات، متحليًا بأقاويل أهل السنة والجماعة، خاليًا عن أباطيل أهل البدع والضلالة، ليس بالطويل الممل ولا بالقصير المخل. طبع في جزأين ببمومباي بالهند سنة 1279هـ ثم طبع بمصر سنة 1306هـ ثم تعدد طبعه بعد ذلك، وقد حقق الكتاب كاملا تحقيقًا علميًّا في عدة رسائل جامعية.

وقد قرر الكتاب للتدريس على طلاب الأزهر سنوات طويلة وكان عليه المعول والاعتماد في دراسة التفسير في جملة من معاهد العلم الشرعي بالعالم الإسلامي حقبة زمنية طويلة.

2- كنز الدقائق. متن في الفقه مشهور، يذكر ما عَمَّ وقوعه من المسائل، حاويًا لمسائل الفتاوى والواقعات، طبع بعناية الأستاذ كيورتن في لندن سنة 1843م ثم طبع بالمطبعة الشرفية عام 1309هـ ثم تعدد طبعه بعد ذلك. وقد كتب عليه العلماء شروحًا عدة وأولوه عناية بالغة حتى قيل: إنه أحسن مختصر أُلِفَ في فقه الحنفية.

3- منار الأنوار في أصول الفقه. وهو متن متين جامع مختصر نافع وهو مع صغر حجمه ووجازة نظمه بحر محيط بدرر الحقائق وكنز أودع فيه عقود الدقائق، وقد تناوله العلماء بالشرح حتى فاضت شروحه وذاعت وعَمَّ النفع بها كما انتفع بأصلها. طبع طباعة حجرية بالهند ثم طبع في دهلي سنة 1870م ثم تكرر طبعه بعدها.

4- كشف الأسرار في شرح المنار. وهو شرح على المتن السابق، وقد طبع في جزأين بمطبعة بولاق سنة 1316هـ.

5- الوافي في الفروع. وهو متن لطيف على مذهب السادة الحنفية.

6- الكافي في شرح الوافي. وهو شرح على المتن السابق، وما زال مخطوطًا.

7- المستصفى في شرح منظومة أبي حفص النسفي والمعروفة بالمنظومة النسفية في الخلاف.

8- المصفى. وهو اختصار للكتاب السابق.

9- عمدة العقائد في أصول الدين. طبع باعتناء الأستاذ كيورتن في لندن سنة 1843م.

10- الاعتماد شرح عمدة الاعتقاد.

11- المنافع شرح الفقه النافع.

12- فضائل الأعمال. في الرقائق.

وعلى الجملة فكل تصانيف الشيخ نافعة معتبرة عند الفقهاء.

صفاته ومنزلته:

كان الشيخ -رحمه الله- إمامًا كاملا زاهدًا عديم النظير في زمانه علامة الدنيا رأسًا في الفقه والأصول بارعًا في الحديث ومعانيه فاضلا محررًا مدققًا.

وقد عده ابن كمال باشا من طبقة المقلدين القادرين على التمييز بين القوي والضعيف الذين شأنهم ألا ينقلوا في كتبهم الأقوال المردودة والروايات الضعيفة وهي أدنى طبقات المتفقهين أدنى درجة من المجتهدين والمخرجين والمرجحين. واعتبره غيره من المجتهدين في المذهب وقالوا إنه اختتم به ولم يوجد بعده مجتهد في المذهب.

وفاته:

وقد دخل بغداد سنة 710هـ ثم توفي ليلة الجمعة في شهر ربيع الأول سنة 710هـ ودفن في بلده إيدج. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنات.